اتذكر انني رأيتك من قبل !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أما بعد ............

في بعض الاحيان يمر عليك من البشر الذين من أول وهله تراهم ولكأنك رأيتهم من قبل وتألفهم بشكل منقطع النظير الى درجة انك تتباسط معه في الكلام فشعور يدخل اليك هذا كأني عارفه منذ زمن

وبعض الأحيان ترى اشخاص فتنقبض روحك ولا تشعر بإرتياح لهم مطلقاً

تسأل نفسك ولما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يصيبك صداع وانت لا تعلم الإجابة هي كذا وبس

وفي مرة من المرات وبينما كنت اتحدث مع احدى صديقاتي في هذا الموضوع

فقالت لي معلومة عن ان الارواح ترتفع الى السمائ العليا فمنها ما يتعارف ويتألف ومنها ما يتباغض

وقتها شدتني المعلومة كثيرا ووقتها تذكرت ان شيء من هذا القبيل مر عليا في احد الكتب وجلست اتذكر الى ان رجعت الذاكرة اه انه كتاب

العالم ابن قيم الجوزية
بعنوان زاد المعاد في هدي خير العباد

ومن يوم عدت الى البيت والى الكتاب لأني احب تصحيح المعلومة اول بأول

فتحت على الكتاب ولكم هذه المقتطفات منه في هذا الموضوع الذي بالتأكيد مر عليكم .....

لقد استقرت حكمة الله عز وجل في خلقه وأمره على وقوع التناسب واالتآلف بين الأشباه

وانجذاب الشيء الى موافقه ومجانسه بالطبع وهروبه من مخالفه ونفرته عنه بالطبع فسر التمازج والاتصال في العالم العلوي والسفلي انما هو التناسب والتشاكل والتوافق وسر التباين والانفصال انما بعدم التشاكل والتناسب وعلى ذلك قام الخلق والأمر فالمثل الى مثله مائل واليه صائر والضد عن ضده هارب وعنه هارب وعنه نافر


قال الله تعالى (( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها لتسكن اليها ))

فجعل سبحانه علة سكون الرجل الى امراءته كونها من جنسه وجوهره فعلة السكون المذكور ـ وهو الحب ـ

كونها منه فدل على ان العلة ليست بحسن الصورة ولا الموافقة في القصد والإرادة ولا في الخلق والهدي وان كانت هذه من اسباب السكون والمحبة .


وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف )) وفي مسند الامام احمد وغيره ان سبب هذا الحديث : ان امراءة بمكة كانت تضحك الناس
فجاءت الى المدينة فنزلت على امراءة تضحك الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((الأرواح جنود مجندة ))

وقد استقرت شريعته سبحانه ان حكم الشيء حكم مثله فلا تفرق بين متاماثلين ابداً ولاتجمع بين متضادين ومن ظن خلاف ذلك فإما لقلة علمه بالشريعةواما لتقصيره في معرفة التماثل والاختلاف واما لنسبته الى شريعته مالم ينزل به سلطا ناً بل يكون من آراءالرجال فبحكمته وعدله ظهر خلقه وبالعدل والميزان قام الخلق والشرع وهو التسوية بين المتماثلين والتفريق بين المختلفين


وهذا كما ثبت في الدنيا فهو كذلك يوم القيامة قال الله تعالى ((احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى صراط الجحيم ))

التكوير

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : وبعده الامام احمد رحمه الله :

أزواجهم أشباههم ونظرائهم .

وقال الله تعالى : ((واذا النفوس زوجت )) التكوير

أي قرن كل صاحب عمل بشكله ونظيره فقرن بين المتحابين في الله في الجنة وقرن بين المتحابين في طاعة االشيطان في الجحيم فالمرء مع من أحب شاء او ابى وفي مستدرك الحاكم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يحب المرء قوماً الا حشر معهم ))



فياسبحان الله خلق عجيب يدل على عظمة خالقه

فلا تستغربوا مرة أخرى عن الاسباب التي تجعلك ترحب بفلان ولا ترحب بغيره فلقد علم السبب

التشاكل

موضوع قيم وجميل
وياريت نفهم ونرضى بانفسنا قبل ان نبحث عن رضى الاخرين عنا